إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

166 ـ بنيامين دزرائيلي Disraeli, Benjamin (1804 – 1881م)

سياسي بريطاني، زعيم حزب المحافظين، رئيس وزراء بريطانيا. ولد في لندن لأب يهودي إيطالي، والده المؤرخ إيزاك دزرائيلي، اختلف والده مع الجماعة اليهودية السفاردية في لندن حول مقدار الضرائب المقررة عليه فاعتنق المسيحية عام 1817م، عندما كان ابنه بنيامين في الثالثة عشر من عمره. فتلقي ابنه نشأة مسيحية إلا أن أصوله اليهودية تركت آثارها علي شخصيته وتفكيره خاصة في كتاباته الأدبية، فكتب رواية "تانكرد أو الصليبية الجديدة" والتي وفق فيها بين نزعتيه الرئيسيتين: نزعة تمسكه بجذوره اليهودية من جهة ومطامعه الإمبريالية البريطانية من جهة أخرى، إذ دارت هذه الرواية حول الحلف بين اليهود الراغبين في العودة إلى فلسطين وبين بريطانيا الاستعمارية الراغبة في سيطرتها على تلك المنطقة الهامة من العالم، كما أن كتاباته وتصريحاته كذلك تضمنت إشارات عديدة لمسألة استعادة أرض إسرائيل وتشوقه الدائم لأورشليم التي حارب اليهود من أجلها كثيراً، وكان دزرائيلي قد زار منطقة الشرق الأوسط وزار فلسطين في مطلع شبابه، مما ترك أثراً كبيراً في مواقفه السياسية وأطماعه الاستعمارية. فاتجه دزرائيلي بعدها للاهتمام بالسياسة، وانتخب عضواً في البرلمان عن حزب المحافظين عام 1937، كما أصبح زعيماً لإحدى حركات الشباب الإنجليزية. وفي عام 1852 أصبح رئيساً لمجلس العموم البريطاني. وعين وزيراً للمالية عام 1852م، رغم جهله في هذا الميدان، وقد فشلت سياسته المالية وكان ذلك سبباً في سقوط الحكومة في العام ذاته، إلا أنه أعيد إلى هذا المنصب بعد ستة أعوام وسقطت الحكومة في العام التالي، ثم عاد ثالثة إلى المنصب نفسه، وأخذ يعمل على إدخال بعض الإصلاحات الانتخابية لتغير صورة حزب المحافظين، وعندا تنحى درابي عن رئاسة الوزارة عام 1868م، خلفه دزرائيلي، ولكنه سرعان ما اضطر للاستقالة بسبب هزيمة حزبه في الانتخابات العامة. ثم تولي هذا المنصب مرة أخرى (1874 ـ 1880م). وخلال حياته كلها لم يغفل دزرائيلي عن تأكيد أصله اليهودي، بل كان يعتقد بأن زيارته للقدس هي التي أوضحت له مقدار التكامل بين المسيحية واليهودية، وضرورة التوفيق بينهما، كما قال عن هذه الزيارة بأنها ساعدته في بلورة كثير من آرائه في السياسة الخارجية ومسألة الاستعمار وأوضاع اليهود. وقد تمكن دزرائيلي بدعم من آل روتشلد الأثرياء اليهود من شراء أسهم الخديوي إسماعيل في شركة قناة السويس، عام 1875 على مسئوليته الشخصية، فكان ذلك إيذاناً بتطورات سياسية خطيرة ولصالح سيطرة بريطانيا على مصر، كما ساعد على حمل البرلمان على إعلان الملكة فيكتوريا إمبراطورة علي الهند. وقد تعرض دزرائيلي لانتقادات عديدة من الأرستقراطية البريطانية بسبب تحديده للسياسة الخارجية البريطانية تجاه الدول المختلفة على ضوء موقف هذه الدول من اليهود، وقد اتضح هذا في موقفه المضاد للروس في الحرب الروسية التركية عام 1877م، نظراً لاعتقاده بأن الإمبراطور العثماني يظهر قدراً من التسامح مع اليهود، كما أنه أصر في مؤتمر برلين عام 1878م، على أن تنص قراراته على منح اليهود بعض الحقوق والامتيازات في دول البلقان. يعتبر دزرائيلي أحد أبرز رجال الدولة في القرن التاسع عشر، إلا أن سياسته الخارجية لم تخلُ من الهزائم والتراجعات خاصة في أفغانستان وجنوب أفريقيا، كما أسهمت المواسم الزراعية الرديئة والركود الصناعي في هزيمة حزب المحافظين في الانتخابات العامة عام 1880م، وتوفي في العام التالي. وضع عدة روايات أشهرها فيفيان جراي (1826 ـ 1827م).